هوية العروس إلى بيت الزوجية دبش العروسة ” لمّة فرح قبل يوم الزفاف ✨
ما زالت الذاكرة تحتفظ بالكثير من العادات والتقاليد الإيجابية التي تتوارثها الأجيال عبر زورق الزمان الذي سار، فنقل هذه التقاليد من الماضي إلى الحاضر من دون أن يقف التجديف في بحر الذكريات ولو للحظة.
العادات السعيدة والتقاليد الإيجابية التي تناقلتها الأجيال في مختلف المحافظات ما زالت تطبق إلى الآن ليس لأنها جميلة بل لكونها هوية تمثل كل منطقة في سورية، وبتحليل صغير يمكن الوصول إلى نتيجة أن هذه الهوية (العادات والتقاليد الجيدة) هي رمز مشترك لكل سوري يحمل في ذاكرته حبا لمجتمعه وعشقا لموطنه الكبير الذي هو سورية. ومن هذه العادات والتقاليد جهاز العروس (الدبش) هي كلمة حجازية تعني أغراض الزوجة ومستلزماتها من ملابس وأوان، حيث يقوم أهل العروس قبل يوم الفرح بالذهاب إلى بيت الزوجية، مصطحبين تلك الأغراض فيقومون بجمع عدد كبير من الحمال ويضعون على رأس كل حامل قطعة من الأثاث ويسيرون في موكب بين الحارات على الأقدام في مظهر جميل تصحبه الأهازيج الجميلة وملاحقات الصغار.
تذكر العروس لمياء على أنها عمدت إلى تغليف جهازها وتزيينه بوضعه في سلال وصناديق خصصت لكل قطعة منه، وغلفتها بأرقى أنواع الأقمشة والكريستالات، مضيفة أن تزيين الدبش أمر أساسي للعروس قبل إرساله إلى بيت الزوجية فهذا يعكس صورتها أمام أهل زوجها.
وبحسب إحدى سيدات المجتمع الحجازي، فإن عملية التزيين تبدأ قبل موعد الفرح بشهر على الأقل، إذ يتسلم المحل والعاملون فيه (الدبش)، فيقترح على العروس أحدث أنواع الزينة والأشكال والطرق المبتكرة، لتختار ما يناسبها منها، علما بأنه لا توجد موضة محددة للتزيين بقدر ما هناك حاجة للابتكار. ومع ذلك، هناك من العرائس من تأتي ولديها صورة واضحة عن شكل الزينة التي تريدها.
وأضافت أن الاحتفال بنقل الدبش يختلف حسب عادات وتقاليد كل منطقة، فالحجاز تختلف عن الشرقية والجنوبية لكن بشكل عام نقل الدبش كان يخصص لها ليلة من الاحتفال، فكانت الأفراح سبع ليال وكانت تتميز بالأكاليل وشغل اليد والتطريز المتأثر بالفنون التركية، فكان كل شيء حرفيا ويدويا وكانت الاجتماعات والتقارب بهذه المناسبة تضفي نوعا من البهجة والتدليل على العروس. يذكر أنه بسبب ارتفاع تكلفة تزيين الدبش، بدأت بعض المحلات بتأجير الصناديق والسلال التي يوضع فيها الدبش وتوفيرها بأسعار مناسبة للجميع، رغم أن نسبة الإقبال عليها لا تزال قليلة. يشار إلى أن الدبش كان قديما ينتقل من بيت أهل العروس إلى بيت الزوجية، يحمله مجموعة من الشباب في موكب يمر بين الحواري والحارات والشوارع مشيا على الأقدام في مظهر جميل تصحبه الأهازيج الفلكلورية ويلاحقه الصغار. ولكن الآن، ومع التطورات التي شهدها المجتمع، تطورت هذه العادة أيضا، وأصبح الدبش يغلف بشكل مرتب داخل حقائب وصناديق أيضا مغلفه تتضمن كل ما يخص العروس.